UAB MAGAZIN AUGUST 2025

66 مقالات ) 2025 إتحادالمصارفالعربية(آب/ أغسطس U NION OF A RAB B ANKS ( August 2025) في عالم اليوم الذي سم بالرقمنة المتسارعة َّ يت رة، ّ المتطو والتكنولوجيا أصبحت الجرائم المالية أكثر في ً وأكثر صعوبة ً تعقيدا الكشف عنها، وعلى رأسها جرائم غسل الأموال وتـمويل ً الإرهاب التي تحتل مكانة م هذه الجرائم َّ ل ُ بارزة في س ً خطيرا ً ل تهديدا ِ ّ شك ُ التي ت على الإستقرار الإقتصادي وحده، بلغ حجم الأموال الناتجة 2022 والأمني العالمي؛ ففي العام عن عمليات غسل الأموال أكثر من تريليوني دولار، كما أنفقت الحكومات والدول والمؤسسات الإقتصادية والمالية والمصـرفية أكثر ) مليار دولار على الإمتثال لمحاربة هذه الجرائم. 275 من ( ) كأداة AI يات، برز الذكاء الإصطناعي ( ّ وفي مواجهة هذه التحد فاعلة في إكتشاف الأنشطة المشبوهة ومنعها، وكشف الأنماط ه لها؛ مما يفتح ُّ دة التي يصعب على البشـر ملاحظتها أو التنب َّ عق ُ الم جديدة في تعزيز مبادئ الوضوح والشفافية، وحماية الأنظمة ً آفاقا ساهم في تعزيز ُ المالية والمصـرفية، وتقديم الحلول المبتكرة التي ت ذلك الأمن المالي، وذاك الإستقرار الإقتصادي؛ حيث يشهد العالم وعميقة بفضل ٍ جذرية ٍ أدق تحولات ٍ ته والقطاع المصـرفي بشكل ّ برم التطور المتسارع في مجال الذكاء الإصطناعي الذي بات يلعب في مجال الإمتثال والإلتزام ً في هذا القطاع، وتحديدا ً حاسما ً دورا إلى كون الكثير من البنوك العالمية والعربية أصبحت ً فيه؛ نظرا مة لتحقيق أهدافها الإستراتيجية، ولتقديم ّ ى هذه التقنية المتقد ّ تتبن عات عملائها ُّ ، وتلبية تطل ً وابتكارا ً أكثر كفاءة ٍ مصـرفية ٍ خدمات المتزايدة. مبتكرة ً تهديد عالمي يتطلب حلولا عد غسل الأموال وتـمويل الإرهاب جريمتين خطيرتين على ُ ي دان إستقراره الإقتصادي وأمنه القومي، ورغم ّ العالم أجمع، وتهد واحد؛ هو إخفاء مصدر ٍ إختلافاتهما؛ إلا أنهما يتشاركان في هدف مكننا إيراد ُ .. وي ً شـرعيا ً الأموال غير المشـروعة وإعطاؤها مظهرا لهاتين الجريمتين من حيث زيادة الفائدة والمعرفة حولهما؛ ٍ تعريف دور الذكاء الإصطناعي في مكافحة غسل الأموال وتـمويل الإرهاب «التكنولوجيا في خدمة الشفافية» لة من ّ فجريمة غسل الأموال هي «عملية تحويل الأموال المتحص من مصادر ٌ تبدو وكأنها ناتجة ٍ غير مشـروعة إلى أموال ٍ أنشطة مشـروعة، والهدف من هذه العملية يتمثل بإخفاء الأصل الإجرامي لهذه الأموال، وتقويض جهود العدالة الجنائية، وتـمكين المجرمين ن مراحل هذه العملية ّ من الإستفادة من عائدات جرائمهم».. وتتكو بـ (إدخال الأموال غير المشـروعة في النظام المالي –تقسيمها إلى في تتبعها – إخفاء مصدرها والتغطية ً مبالغ أصغر وأكثر صعوبة دة من المعاملات المالية – دمجها في َّ عق ُ م ٍ عليها من خلال سلسلة الإقتصاد الشـرعي للبلد). ف بأنها: «عملية جمع الأموال َّ عر ُ كما أن جريمة تـمويل الإرهاب ت لدعم الأنشطة الإرهابية، مثل شـراء الأسلحة والتدريب وتجنيد عة من الطرق ّ متنو ً المقاتلين»، ولأجلها يتم إستخدام مجموعة عات الخيرية، والأنشطة التجارية، ُّ لتمويل الإرهاب، بما في ذلك التبر والتحويلات المالية وغيرها. أما أوجه التشابه بين هاتين الجريمتين فتتمثل في إستخدامهما للنظام المالي وإستغلاله والإعتماد عليه لإخفاء الأموال وتحويلها، والسعي نحو التحايل على القوانين واللوائح المالية؛ مما يؤثر فعلهما سلبي على المجتمع، وتؤديان إلى زعزعة الإستقرار ٍ هذا بشكل الإقتصادي والأمني، وتشجعان على إتخاذ أسلوب الجريمة ع ّ ، بحيث تتقسم أدوارها وتتوز ً دوليا ً مة، أو تلك التي تأخذ طابعا َّ نظ ُ الم أو مصـرفية، ٍ مالية ٍ بين أكثر من دولة، أو على أكثر من مؤسسة عدة ومختلفة؛ لتصبحان ٍ في داخل البلد الواحد أو بين دول ً سواء م ُّ إلى كونهما تعملان على تضخ ً ؛ نظرا ً جدا ٍ خطرة ٍ ذوات مستويات ؛ وبالتالي يؤدي ً وأفقيا ً عه رأسيا ُّ الإقتصاد الموازي وزيادة حجمه وتوس إلى فقدان الحكومات للإيرادات الضـريبية وغيرها، ومن ثم تآكل على جانبي ً أعمق، مما يؤثر سلبا ٍ الثقة في النظام المالي بشكل الإستثمار والتجارة في تلك البلدان، كما أن هاتين الجريمتين توفران الأموال اللازمة لتمويل الأنشطة الإجرامية الأخرى، كالإتجار للأمن القومي ً مباشـرا ً رات والأسلحة؛ لتشكلان تهديدا ّ بالبشـر والمخد لهذه الدول... إلخ. الداء حضـر الدواء؛ فبعد معرفتنا بمخاطر الجرائم المالية َ ف ِ ر ُ فإذا ع خاص، ٍ عام، وجريمتي غسل الأموال وتـمويل الإرهاب بشكل ٍ بشكل ن الدول والحكومات والمؤسسات ِ ّ ك َ ـم ُ عدة ت ٍ لا بد لنا من إيجاد طرق المالية من مكافحة ومحاربة هاتين الجريمتين، نذكر أبرزها: إستخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الإصطناعي، لتحليل محمـــد علــي ثامـــر

RkJQdWJsaXNoZXIy MTMxNjY0Ng==