UAB MAGAZIN AUGUST 2025
26 موضوع الغلاف ) 2025 إتحادالمصارفالعربية(آب/ أغسطس U NION OF A RAB B ANKS ( August 2025) الذكاء الإصطناعي في القطاع المصرفي الأردني فيظل التحوّل الرقمي المتسارع يُمكّن المصارفالأردنية من تطوير خدماتمالية رقمية قابلة للتخصيص تستند إلى تحليل دقيق لسلوكالأفراد وإحتياجاتهم ل إلى عامل َّ ل الرقمي العالمي المتسارع، بات من الواضح أن الذكاء الإصطناعي لم يعد مجرد أداة تقنية، بل تحو ُّ في ظل التحو ر أنظمة المعالجة الذكية ّ متها القطاع المصرفي. ومع تطو ّ حاسم في صياغة مستقبل القطاعات الإقتصادية المختلفة، وفي مقد والإنتقال من العمل التقليدي إلى الأنظمة المؤتمتة والبيئات الرقمية، أصبح الذكاء الإصطناعي يشكل فرصة إستراتيجية للدول ل الرقمي ُّ ز رئيسي نحو التحو ّ الطامحة في تحقيق التقدم المالي والتنموي. وفي السياق الأردني، يبرز الذكاء الإصطناعي كمحف المصرفي، ووسيلة فاعلة لتعزيز الشمول المالي وتوسيع قاعدة الخدمات المالية للفئات غير المخدومة. رت طبيعة العمل المصرفي بشكل جذري خلال العقد الأخير، حيث لم يعد دور المصارف يقتصر على تقديم الخدمات ّ فقد تغي م تجربة مرنة وسريعة وآمنة للعملاء. هذه التحولات ّ قد ُ ات رقمية متكاملة ت ّ المالية التقليدية، بل باتت مطالبة بأن تكون منص ر أدوات تحليلية وتنبؤية متقدمة، قادرة على دعم القرارات ّ يقودها التطور المتسارع في الذكاء الإصطناعي، الذي أصبح يوف التشغيلية والاستراتيجية على حد سواء. وفي عالم يشهد تطورات متلاحقة في مجالات مثل البيانات الضخمة وتعلم الآلة ى نماذج عمل جديدة قائمة على الإبتكار الرقمي، وأن تعيد هيكلة ّ والحوسبة السحابية، أصبح من الضروري للمصارف أن تتبن رات. ُّ بنيتها التنظيمية والتشغيلية لمواكبة هذه التغي الذكاء الإصطناعي والشمول المالي والرقمي في الأردن الشمول المالي والرقمي من الركائز الأساسية لأي نظام ّ عد ُ ي مالي حديث يسعى إلى تعزيز التنمية الاقتصادية وتقليص ً يا ّ ل هذا الهدف تحد ّ شك ُ الفجوات الإجتماعية. وفي الأردن، ي في ظل وجود فئات واسعة من السكان، ً ، خصوصا ً إستراتيجيا لا سيما في المناطق الريفية والمجتمعات الطرفية، خارج نطاق في ً ما تعاني هذه الفئات ضعفا ً النظام المالي الرسمي. غالبا الوصول إلى الخدمات المصرفية، سواء بسبب غياب الفروع، أو إرتفاع التكاليف، أو عدم إمتلاك الوثائق التقليدية المطلوبة. ر المتسارع في التكنولوجيا المالية، بات من الممكن ُّ ومع التطو تجاوز هذه الحواجز التقليدية عبر حلول رقمية قائمة على الذكاء الإصطناعي. ن الذكاء الإصطناعي المصارف الأردنية من تطوير خدمات ّ مك ُ ي مالية رقمية قابلة للتخصيص، تستند إلى تحليل دقيق لسلوك Machine الأفراد وإحتياجاتهم. فعبر خوارزميات التعلم الآلي ( مكن التنبؤ بأنماط استخدام ُ )، ي Learning Algorithms العملاء المحتملين، وتصميم منتجات مالية منخفضة التكلفة وسهلة الإستخدام، مثل المحافظ الإلكترونية وحسابات التوفير رة. كما تتيح هذه الخوارزميات ّ الصغيرة وخدمات القروض الميس للمؤسسات المالية إستهداف الشرائح غير المخدومة بطريقة أكثر كفاءة، مقارنة بأساليب التسويق التقليدية. ساهم أدوات الذكاء الإصطناعي في تسريع ُ بالإضافة إلى ذلك، ت عد ُ )، وهو ما ي e-KYC عمليات التعريف الرقمي بالعملاء ( ن لا يملكون وثائق َ بالغ الأهمية في فتح الأبواب أمام م ً عنصرا ف ّ مكن للذكاء الإصطناعي إستخدام تقنيات التعر ُ تقليدية، إذ ي على الوجه، وتحليل البيانات البيومترية، وربط قواعد بيانات متعددة حكومية وتجارية، لإنشاء ملفات تعريف موثوقة تساعد عد من دون الحاجة إلى ُ الأفراد على فتح حسابات رقمية عن ب زيارة فرع مصرفي. في هذا السياق ً حيويا ً وقد لعب البنك المركزي الأردني دورا من خلال مبادراته المتعددة، مثل دعم إطلاق أنظمة الدفع م استخدام البيانات ّ الإلكتروني وتعزيز البيئة التشريعية التي تنظ المالية وتحفيز الإبتكار في التكنولوجيا المالية. ومن أبرز هذه الجهود، تشجيع التعاون بين المصارف التقليدية والشركات الناشئة، وفتح المجال أمام تجريب منتجات مالية ذكية ضمن . وقد ساعدت هذه Regulatory Sandboxes ما يعرف البيئة على ظهور نماذج أعمال مبتكرة، تجمع بين الذكاء الإصطناعي والهواتف المحمولة، لتقديم خدمات مالية حتى في المناطق النائية. إن توظيف الذكاء الإصطناعي في دعم الشمول المالي في ً ل أيضا ّ الأردن لا يعني فقط توسيع قاعدة العملاء، بل يشك لتحقيق العدالة المالية ودفع عجلة الإقتصاد غير ً مدخلا اع القرار ّ ن ُ الرسمي نحو الرسمية وتوفير بيانات دقيقة تدعم ص . ومع نضوج هذه التطبيقات، ً في تصميم سياسات أكثر إستهدافا
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTMxNjY0Ng==