UAB MAGAZIN AUGUST 2025
23 الأبحاث والدراسات ) 2025 إتحادالمصارفالعربية(آب/ أغسطس U NION OF A RAB B ANKS ( August 2025) الحاجة أو ضعف التشخيص، وإنما بتعقيد السياقات السياسية والإقتصادية التي تعمل فيها الدول النامية، وهو ما يستدعي ، ترتكز على إشراك ً جا ّ مقاربات إصلاحية أكثر واقعية وتدر الفاعلين المحليين، وتعزيز الشفافية، وبناء الثقة بين الدولة والمجتمع، وضمان التوازن بين الكلفة الإجتماعية والمردود الإقتصادي للإصلاح. طبيعة البرامج المساعدة: نات الأساسية ّ الأهداف، الآليات، والمكو عد البرامج المساعدة أداة محورية في معالجة الأزمات الإقتصادية ُ ت م لتوفير الدعم المالي ّ صم ُ رة، حيث ت ّ التي تمر بها الدول المتعث مكن من خلاله إحتواء التدهور الإقتصادي، ُ والفني الذي ي ع ّ وإستعادة الإستقرار، وتهيئة بيئة مواتية للإصلاح الهيكلي. وتتنو مة، وأدوات التدخل، والمضامين ّ هذه البرامج من حيث الجهة المقد ل في إعادة التوازن ّ الإصلاحية، لكنها تلتقي في هدف رئيس يتمث المالي والنقدي وتحفيز النمو على أسس مستدامة. بمبادرة من المؤسسات المالية الدولية ً تأتي هذه البرامج غالبا كصندوق النقد والبنك الدوليين، أو من خلال أطر إقليمية مثل الصناديق العربية والأفريقية، أو في بعض الحالات من خلال بنى تصميم البرامج على تشخيص ُ إتفاقيات ثنائية مع دول مانحة. وي رفق بشروط أو تعهدات ُ ق لواقع الأزمة في الدولة المعنية، وي ّ معم إصلاحية تغطي الجوانب المالية، النقدية، الهيكلية، والاجتماعية. دة ّ ومن الناحية العملية، تتضمن هذه البرامج حزم تمويلية متعد المستويات، تشمل تمويل العجز في الموازنة، دعم ميزان المدفوعات، توفير إحتياطي نقدي لتعزيز الثقة بالعملة الوطنية، وتمويل مشاريع تنموية في البنية التحتية والتعليم والصحة. كما ن فني وإستشاري، يشمل مراجعة ّ رفق الدعم المالي عادة بمكو ُ ي السياسات الإقتصادية، تطوير النظم الضريبية، إصلاح القطاع ن من ّ عتبر هذا المكو ُ المصرفي، وتحديث الإدارة العامة. وي العناصر الجوهرية في أي برنامج دعم، إذ يهدف إلى رفع كفاءة المؤسسات وتعزيز قدرتها على تنفيذ الإصلاحات. على مستوى الآليات، تعتمد البرامج على مراحل تنفيذ محددة عرف بإسم «المعالم ُ ترتبط بتحقيق معايير أو أهداف كمية ت ً زمنيا ، ويتم تقييم التقدم المحرز عبر benchmarks المؤقتة» أو بعثات مراجعة دورية من قبل الجهة الداعمة. وفي بعض ربط صرف الشريحة التالية من التمويل بتحقيق هذه ُ الحالات، ي على البرامج، يهدف إلى ً مشروطا ً ضفي طابعا ُ المعايير، ما ي ضمان إلتزام الدولة المستفيدة بالإصلاح. عناصر للحماية الإجتماعية، ً ن بعض البرامج أيضا ّ وتتضم كجزء من التوازن المطلوب بين أهداف الإستقرار المالي والحفاظ صات لتعزيز ّ ص مخص ّ على الأمن الإجتماعي، إذ تخص شبكات الأمان، مثل دعم الأسر الفقيرة، وتحسين الوصول إلى ً عد الإجتماعي أصبح أكثر حضورا ُ الخدمات الأساسية. وهذا الب في السنوات الأخيرة، في ظل إدراك المؤسسات الدولية لأهمية العدالة الاجتماعية في تعزيز قبول الإصلاحات. عت تسميات هذه البرامج بحسب الجهة المانحة ّ وقد تنو وطبيعة الأزمة، ومن أبرزها: منح للدول ُ ): ي EFF د ( ّ • برنامج التسهيل الإئتماني الممد ز على الإصلاح ّ رك ُ التي تعاني إختلالات هيكلية مزمنة، وي طويل الأمد. ) وبرنامج التسهيل الائتماني RFI • برنامج التمويل السريع ( مان إستجابة عاجلة للأزمات الطارئة ّ قد ُ ): ي RCF السريع ( والكوارث، من دون شروط هيكلية ثقيلة. في ثمانينيات ً طلقت سابقا ُ ): أ SAPs ف الهيكلي ( ُّ • برامج التكي فية واسعة ّ وتسعينيات القرن الماضي، وإرتبطت بإجراءات تقش اليتها المالية في بعض الدول. ّ النطاق، رغم فع • برامج إقليمية خاصة من الصناديق العربية والإفريقية، ومبادرات أوروبية داعمة للإستقرار الكلي. ظهر التجارب أن هذه البرامج قد أسهمت في تحقيق نتائج ُ وت متباينة؛ فعلى الصعيد الإقتصادي، ساعدت في إستعادة بعض مظاهر الإستقرار، كتحسين الإحتياطات النقدية، وخفض لات العجز، وتعزيز الثقة بالقطاع المصرفي. وفي حالات ّ معد دة، ساعدت في إستئناف تدفقات الإستثمار وتحسين ّ محد التصنيف الإئتماني. ما إرتبطت هذه النتائج بتكلفة إجتماعية ً لكن في المقابل، غالبا لات البطالة، وتآكل القوة الشرائية، ّ لت في إرتفاع معد ّ مرتفعة، تمث وتراجع الدعم المقدم للفئات الهشة، لا سيما في غياب سياسات نحو تطوير هذه البرامج لتكون ً الة، مما دفع لاحقا ّ تعويضية فع بين الأبعاد الإقتصادية والإجتماعية، مع التركيز ً أكثر توازنا على الحماية الإجتماعية، والحوكمة الرشيدة، وتوسيع نطاق المشاركة المحلية في تصميم البرامج. إن فاعلية البرامج المساعدة لا تتوقف على طبيعة الدعم أو شروطه، بل على مدى قدرة الدولة المستفيدة على إمتلاك البرنامج ودمجه في رؤيتها الوطنية، وتوفر الإرادة السياسية والمؤسسات الفاعلة القادرة على التطبيق والمتابعة والتقييم. ل البرامج إلى حلول مؤقتة ّ مات، تتحو ّ فحين تغيب هذه المقو لا تعالج الجذور الحقيقية للأزمة، بل قد تؤدي إلى ترحيلها أو . ً إعادة إنتاجها في شكل أكثر تعقيدا
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTMxNjY0Ng==