UAB Issued June 2025
51 الأبحاث والتقارير ) 2025 إتحادالمصارفالعربية(حزيران/ يونيو Union of Arab Banks (June 2025) ل التكنولوجي أداة حيوية ُّ من جهة أخرى، تشكل الرقمنة والتحو للصمود، حيث تسمح للمصارف بتطوير نماذج أعمال مرنة، وتقوية قنواتها الرقمية، وتوسيع قاعدة عملائها خارج الحدود سهم إعتماد تقنيات الذكاء الإصطناعي وتحليل ُ التقليدية. وي بات ُّ البيانات الضخمة في تحسين القدرة على التنبؤ بالتقل الإقتصادية وتحديد مكامن الخطر في مراحل مبكرة. ولا يقل أهمية عن ذلك الإستثمار في العنصر البشري، إذ إن تعزيز كفاءة ة يمثل ّ الموظفين وتدريبهم على التعامل مع البيئات غير المستقر تطوير ً . ومن الإستراتيجيات المحورية أيضا ً خط دفاع أساسيا خطط إستمرارية الأعمال، التي تضمن المحافظة على العمليات الحيوية للمصرف في حالات الطوارئ أو الكوارث الجيوسياسية، بما في ذلك توفير بدائل تشغيلية عبر فروع دولية أو نظم إحتياطية سهم عمليات المحاكاة الدورية لإختبار ُ لتقنية المعلومات. كما ت الجاهزية التشغيلية في تقوية المنظومة المؤسسية للصمود. مكن للمصارف تعزيز حضورها في الأسواق ُ إضافة إلى ذلك، ي بالأزمات الجيوسياسية، بهدف تنويع مصادر ً الإقليمية الأقل تأثرا الدخل وتقليل الإعتماد على أسواق شديدة الحساسية. هذا النوع من التوسع الخارجي يجب أن يتم وفق دراسات جدوى دقيقة تراعي البيئة التنظيمية والسياسية والمالية في تلك الأسواق. الة مع السلطات الرقابية ّ من بناء شبكات تواصل فع ً ولا بد أيضا والجهات الدولية، بهدف تبادل المعلومات حول الأخطار المحتملة وتعزيز التعاون في مجال الإمتثال ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وهي مجالات أصبحت شديدة الترابط مع الإعتبارات الجيوسياسية المعاصرة. في ضوء ما تقدم، فإن بناء ثقافة مؤسسية مرنة تتقبل التغيير، شجع على إتخاذ قرارات سريعة ُ وتستوعب الديناميكيات الجديدة، وت من صلب إستراتيجيات الصمود، بما يضمن ّ عد ُ ومدروسة، ي الحفاظ على ثقة المودعين والمستثمرين في كافة الأوقات. من جهة ل التكنولوجي أداة حيوية للصمود، ُّ أخرى، تشكل الرقمنة والتحو حيث تسمح للمصارف بتطوير نماذج أعمال مرنة، وتقوية قنواتها سهم ُ الرقمية، وتوسيع قاعدة عملائها خارج الحدود التقليدية. وي إعتماد تقنيات الذكاء الإصطناعي وتحليل البيانات الضخمة في بات الإقتصادية وتحديد مكامن ُّ تحسين القدرة على التنبؤ بالتقل الخطر في مراحل مبكرة. ولا يقل أهمية عن ذلك الإستثمار في العنصر البشري، إذ إن تعزيز كفاءة الموظفين وتدريبهم على . ً ة يمثل خط دفاع أساسيا ّ التعامل مع البيئات غير المستقر خطط العمل المستقبلية لتمكين المصارف رة من المصارف ليس فقط التفاعل ّ ب البيئة الجيوسياسية المتغي ّ تتطل إعتماد نهج إستباقي يستند إلى رؤية ً يات الآنية، بل أيضا ّ مع التحد نها من تعزيز مرونتها ّ مك ُ إستراتيجية واضحة وخطط تنفيذية مرنة ت مثل هذه الخطط ُ المؤسسية وتحقيق أهدافها المالية والتنموية. وت ركيزة مركزية لضمان قدرة المصارف على مواصلة تقديم خدماتها الية، وحماية مصالح أصحاب المصلحة، والإضطلاع بدور ّ بفع ال في دعم الإستقرار الإقتصادي الوطني والإقليمي. ّ فع في ما يلي إضاءة على بعض آليات التمكين: تتمثل أبرز الأدوات في تنويع • حماية المحافظ الإستثمارية: دة، وتحديد نسب ّ المحافظ الإستثمارية عبر أصول وأسواق متعد ط ُّ دة، وإستخدام أدوات التحو ّ المخاطر المقبولة ضمن حدود محد المالي مثل المشتقات والعقود المستقبلية. كما يجب تعزيز الإستثمارات في الأصول الدفاعية مثل الذهب أو السندات السيادية منخفضة المخاطر، وضمان وجود تقييم دوري للمخاطر بناء آليات إستجابة سريعة ً ستحسن أيضا ُ المرتبطة بكل أصل. وي رات مفاجئة في البيئة الإقتصادية، بما في ذلك ُّ عند حدوث تغي خطط الطوارئ لإعادة توزيع الأصول أو تعديل السياسات تطوير أدوات تقييم المخاطر ّ عد ُ الإستثمارية وفق المستجدات. وي ن المؤسسات ّ مك ُ في هذا المجال، إذ ت ً حاسما ً الديناميكية عاملا لات. ُّ رة للأسواق والتفاعل الفوري مع التحو ّ من قراءة متغي ب الأمر تعزيز ّ يتطل • الإستجابة لتوقعات العملاء المتزايدة: تجربة العملاء من خلال الرقمنة، وإطلاق منتجات مالية رة، مثل حلول الدفع الإلكتروني ّ مخصصة تلبي الإحتياجات المتغي ن على ّ والقروض المرنة ومنتجات الإستثمار المستدام. كما يتعي رات في ُّ المصارف توفير خدمات إستشارية دقيقة حيال التغي شكل التواصل ُ الأسواق العالمية وتأثيراتها على قرارات العملاء. وي في الحفاظ على الثقة، ً مهما ً اف مع العملاء عنصرا ّ ال والشف ّ الفع لا سيما في فترات الأزمات، حيث تزداد الحاجة إلى الطمأنة والمعلومات الدقيقة. كما ينبغي تعزيز أدوات التحليل السلوكي للزبائن لتحديد أنماطهم الإستهلاكية وإبتكار حلول مالية ملائمة تعكس إحتياجاتهم المتجددة.
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTMxNjY0Ng==