UAB Issued June 2025

50 الأبحاث والتقارير ) 2025 إتحادالمصارفالعربية(حزيران/ يونيو Union of Arab Banks (June 2025) تتعدّد أشكال المخاطر الجيوسياسية والنزاعات العسكرية وعدم الإستقرار السياسي والعقوبات الإقتصادية الصمود المصرفي والإقتصادي في ظل المتغيّرات الجيوسياسية رات الجيوسياسية في العالم بصورة غير مسبوقة، ُّ تتسارع التغي حيث تشهد الساحة الدولية إضطرابات متعددة تشمل النزاعات المسلحة والتوترات الجيوسياسية والعقوبات الإقتصادية والحروب بات، ُّ رات موازين القوى الإقليمية. وفي ظل هذه التقل ُّ التجارية وتغي تبرز أهمية الصمود الإقتصادي والمصرفي كضرورة إستراتيجية ن الدول من الحفاظ على إستقرارها المالي وضمان إستمرارية ّ تمك أن المصارف، ً يات الخارجية. علما ّ النشاط الإقتصادي، رغم التحد بإعتبارها العصب الرئيسي للأنظمة المالية، تقع في صلب هذه عهد إليها مسؤولية إدارة رأس المال وتوفير التمويل ُ المعادلة، إذ ي وتأمين المدفوعات والحفاظ على ثقة المستثمرين والعملاء، وبالتالي، فإن قدرتها على الصمود أمام الأزمات الجيوسياسية تمثل ركيزة حاسمة للإستقرار الإقتصادي الشامل. المخاطر الجيوسياسية وتأثيرها على القطاعات المصرفية والمالية د أشكال المخاطر الجيوسياسية، وتشمل على سبيل المثال ّ تتعد النزاعات العسكرية، وعدم الإستقرار السياسي، والعقوبات الإقتصادية، والقرارات أحادية الجانب من القوى الكبرى، وإضطرابات سلاسل التوريد العالمية. ة في الأسواق المالية وإنخفاض ّ بات حاد ُّ تؤدي هذه المخاطر إلى تقل ثقة المستثمرين وتراجع في مستويات السيولة والإئتمان. كما تؤثر بشكل مباشر على بيئة الإمتثال المصرفي، حيث تصبح المصارف أكثر عرضة للمخاطر التنظيمية والعقوبات الثانوية، ة مع المصارف ّ ضعف قدرتها على إقامة علاقات مستقر ُ ما ي د تعاملاتها الخارجية. ّ عق ُ المراسلة وي كبيرة ً وإلى جانب ذلك، تفرض التطورات الجيوسياسية ضغوطا في الإقتصادات ً على سياسات المصارف المركزية، خصوصا ة إلى تعديل أسعار الفائدة بشكل ّ النامية، التي تجد نفسها مضطر ر، أو التدخل في أسواق العملات للحفاظ على إستقرار ّ متكر العملة الوطنية. كما تؤثر هذه الإجراءات بدورها على البيئة من ّ التشغيلية للمصارف التجارية وتزيد من كلفة التمويل وتحد قدرة المصارف على منح القروض وتحفيز الإقتصاد. كذلك، فإن تأثير هذه المخاطر يتجاوز القطاع المصرفي ليشمل ص في تدفقات الإستثمار ُّ منظومة الإقتصاد الكلي، إذ تؤدي إلى تقل الأجنبي المباشر وتباطؤ النمو الإقتصادي وإرتفاع مستويات م نتيجة إضطرابات التجارة العالمية وإرتفاع أسعار المواد ُّ التضخ عندما تؤثر هذه المخاطر على ً الأولية. ويزداد الأمر تعقيدا إستقرار العملات الوطنية أو الإحتياطات الأجنبية، ما قد يضع يات إضافية في إدارة السيولة وتوفير العملة ّ المصارف أمام تحد الصعبة. مكن إغفال الدور المتزايد للمخاطر السيبرانية المرتبطة ُ ولا ي بالهجمات الرقمية المدعومة من أطراف دولية في ظل النزاعات نى التحتية ُ الجيوسياسية، والتي قد تستهدف الأنظمة المصرفية والب عد ُ المالية الحيوية، وهو ما يفرض على المصارف أن تضيف ب الأمن السيبراني كجزء لا يتجزأ من إدارة المخاطر الجيوسياسية، مع تعزيز نظم الحماية وتحديثها بشكل دائم. وعليه، تصبح الحاجة إلى فهم عميق ومتكامل للمخاطر اع القرار المصرفي، وهو ما ّ الجيوسياسية ضرورة ملحة لصن صة تتابع التطورات ّ مة، ولجان متخص ّ ب أدوات تحليلية متقد ّ يتطل العالمية وتترجمها إلى مؤشرات إستباقية داخل المؤسسات المالية. كذلك، فإن تأثير هذه المخاطر يتجاوز القطاع المصرفي ص في تدفقات ُّ ليشمل منظومة الإقتصاد الكلي، إذ تؤدي إلى تقل الإستثمار الأجنبي المباشر وتباطؤ النمو الإقتصادي وإرتفاع م نتيجة إضطرابات التجارة العالمية وإرتفاع ُّ مستويات التضخ أسعار المواد الأولية. عندما تؤثر هذه المخاطر على إستقرار ً ويزداد الأمر تعقيدا العملات الوطنية أو الإحتياطات الأجنبية، ما قد يضع المصارف يات إضافية في إدارة السيولة وتوفير العملة الصعبة. ّ أمام تحد إستراتيجيات الصمود وإدارة المخاطر لضمان صمودها تعتمد المصارف على مجموعة من الإستراتيجيات، تشمل تنويع المخاطر الجغرافية والإستثمارية، وتعزيز إحتياطاتها من السيولة، حديثة لإدارة المخاطر تعتمد على التحليل الإستباقي ً ي أطرا ّ وتبن ز على بناء أنظمة إمتثال ّ والتنبؤ بالمخاطر المستقبلية. كما ترك ض للعقوبات ُّ صارمة تتماشى مع المعايير الدولية وتحد من التعر أو القرارات التنظيمية المفاجئة.

RkJQdWJsaXNoZXIy MTMxNjY0Ng==