Magazine Issue 526 September 2024

47 الدراسات والأبحاث والتقارير ) 2024 إتحادالمصارفالعربية( أيلول/سبتمبر Union of Arab Banks (SEPTEMBER 2024) على عاتق الشركات، إذ يبرز تزويد ً ثقيلا ً هذه المساعي عبئا الموظفين بالكفاءات اللازمة لتنفيذ إستراتيجيات الإستدامة يات التي تواجه القادة في المشهد الحالي. ّ كأحد أصعب التحد ، من الضروري أن تمنح الجهات الحكومية ً وبهدف المضي قدما والقطاع الخاص الأولوية للإستثمارات المسؤولة والأساليب المبتكرة للإستفادة من التقنيات، بما في ذلك إستخدام الذكاء الإصطناعي التوليدي. كذلك، لا بد من إقناع قادة الشركات بالفوائد المزدوجة المترتبة على مبادرات الإستدامة، ليس من ناحية تحقيق عائد على الإستثمار فحسب، بل من حيث تسريع ما ً الأرباح. وتؤكد البيانات أن إيلاء الأهمية للإستدامة غالبا يعود بأرباح أعلى على الشركات التي تعمد في هذه الحالة إلى إستقطاب فئة جديدة من المستهلكين المهتمين على نحو . كما أن الشركات ً متزايد بالعلامات التجارية المسؤولة بيئيا ز ّ عز ُ التي تعالج المخاطر المرتبطة بالمناخ بشكل إستباقي وت يات ّ عملياتها وسلاسل التوريد الخاصة بها في مواجهة التحد أفضل على المدى ً المستقبلية، من المرجح أن تحقق أداء البعيد. ل الإستدامة رحلة نحو تحقيق تغيير إيجابي ودائم. لذلك، ّ وتشك فإنها تستدعي تدخلات سريعة لتنمية الكفاءات المطلوبة، وركائز تشريعية، وبنية تحتية صلبة لتعزيز التقدم المستمر. الإستدامة تحتل مكانة رئيسية في إستراتيجيات الشركات دة ّ ة لتسريع الإجراءات المناخية الموح ّ طت الدعوات الملح ّ سل ر المناخ ُّ ، الضوء على أزمة تغي 28 في مؤتمر الأطراف لكل من الشركات والمجتمعات ً أساسيا ً يا ّ بإعتبارها تحد زت هذه اللفتة الشركات على إرساء ّ على حد سواء، وقد حف طموحات جديدة واعدة للتخفيف من التأثيرات المترتبة عن ظهر الإستنتاجات الرئيسية ُ هذه الأزمة. وفي هذا الصدد، ت لنا إليها في إستطلاعنا الأخير حول الإستدامة، أن ّ التي توص ولي أهمية بالغة للإستدامة من خلال ُ الشركات في المنطقة ت مكن القول ُ جعلها نقطة محورية في أجندتها الإستراتيجية. وي إن هذه الشركات ليست بعيدة عن إحراز تقدم ملموس في نت عمليات مراقبة ّ من إنبعاثات الكربون إذا ما حس ّ مسار الحد الإستدامة وإعداد التقارير ذات الصلة مقارنة بالعام الماضي خت إلتزاماتها الجدية نحو مستقبل خال من ّ )، ورس 2023 ( إنبعاثات الكربون. وفي إستطلاعنا، أفاد أربعة من كل خمسة رؤساء تنفيذيين، إستراتيجية رسمية للإستدامة، ً بأن شركاتهم تعتمد حاليا وأوضح أكثر من نصفهم، أن هذه الإستراتيجية أصبحت ل إيجابي، ُّ قة بالكامل في مؤسساتهم. ويشير ذلك إلى تحو ّ مطب لا سيما إذا أخذنا في الإعتبار دعم القادة المحدود للإستدامة ّ ومشاركة مجالس الإدارة والرؤساء التنفيذيين في الحد ً سابقا ً الأدنى في جهود الإستدامة في ما مضى. ومن اللافت أيضا أن نسبة المشاركين الذين أعربوا عن غياب دعم القيادة قد % فقط. 16 ً لتبلغ حاليا ً إنخفضت إلى النصف تقريبا الإستدامة قضية تشغل المستوى التنفيذي في الشركات تعتمد الشركات في المنطقة إلى إعادة هيكلة إستراتيجياتها لتتمحور حول الإستدامة من خلال مبادرات تقليل إنبعاثات ف مع ُّ الكربون، وتعزيز شفافية تقارير الإستدامة، والتكي ً واضحا ً ل تغييرا ُّ المخاطر المرتبطة بالمناخ. ويعكس هذا التحو في الإتجاه العام، لا سيما إذا أخذنا في الحسبان التعديلات التشغيلية الملحوظة التي تطبقها الشركات لجعل الإستدامة لا يتجزأ من هياكلها التنظيمية. ً جزءا في حين أن إعداد تقارير الإستدامة لا تزال خطوة إختيارية كبير بالنسبة إلى الشركات العامة في منطقة الشرق ٍ إلى حد بات الإلزامية التي يفرضها الإتحاد ّ الأوسط، على عكس المتطل من الشركات ً متزايدا ً أن عددا ّ الأوروبي والولايات المتحدة، إلا % 66 أن ً . علما ً الإقليمية تقوم بنشر تقارير الإستدامة حاليا من المشاركين في الإستطلاع ممن ينشرون تقارير الإستدامة يلتزمون إطار المبادرة العالمية لإعداد التقارير. أن الأوصاف الوظيفية لمثل هذه ً وعليه، ليس مستغربا من التفصيل والأهمية، بالنظر ٍ الأدوار، باتت على أكبر قدر إلى أن المهمة الأساسية المطلوبة من صاحب الدور هي تضمين الإستدامة في صميم عمليات الشركة.