Issue 540 November

13 موضوع الغلاف ) 2025 إتحاد المصارف العربية (تشرين الثاني/ نوفمبر U NION O F A RAB B ANKS (November 2025) لتطوير الممارسات المصرفية، وتعزيز ثقافة الإمتثال والشمول المالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». لأوضاع دول عدة لتوضيح ً موضوعيا ً وقدم الدكتور فتوح تقييما عة التي تواجهها المنطقة ودور إتحاد المصارف ّ يات المتنو ّ التحد العربية في معالجتها: في العراق، دأب إتحاد المصارف العربية على تقديم الدعم لتعزيز بسبب غياب جهة ً أن التقدم كان محدودا ّ القطاع المصرفي، إلا الة على أرض الواقع. ولا تزال هناك فجوة كبيرة ّ دة وفع ّ نظيرة موح بين عدد قليل من البنوك العراقية الراسخة التي تتمتع بالإمتثال ، وقائمة طويلة من المؤسسات الأضعف، التي ً والربحية نسبيا ر العديد منها من شركات الصرافة، التي لا تزال تواجه أوجه ّ تطو قصور خطيرة في الإمتثال والتنظيم. هذا الخلل غير مستدام: كما مكن للعراق تحقيق إنتعاش إقتصادي دائم ُ أشار الدكتور فتوح، لا ي دون إصلاح مصرفي حاسم. إن أسس هذا الإصلاح موجودة، وعزيمة». ً لكن الإلتزام بتنفيذها يجب أن يصبح «أقوى وأكثر ثباتا تحت فرصة ُ ، ف ً في سوريا، بعد رفع بعض العقوبات الدولية مؤخرا كبيرة للتقدم في القطاع المالي، لكن الطريق وعر. لقد تركت سنوات من الصراع والعزلة النظام المصرفي السوري مع لوائح يات، إقترح إتحاد ّ ضعيفة وفقدان ثقة الجمهور. لمعالجة هذه التحد المصارف العربية خارطة طريق تدريجية لإعادة تأهيل القطاع رة وبناء البنية ّ المصرفي السوري: البدء بإعادة هيكلة البنوك المتعث التحتية الأساسية للإمتثال، ثم وضع تدابير حوكمة وشفافية قوية، للموظفين الذين ً والقيام بتدريب مكثف وبناء القدرات (خصوصا السعي لتحقيق نمو مستدام ً عملوا خلال فترة العقوبات)، وأخيرا من خلال الإبتكار والشراكات الدولية الجديدة. يهدف هذا النهج في النظام العالمي. ً المنهجي إلى إعادة دمج البنوك السورية تدريجا وفي ما يتعلق بلبنان، أرجأ د. فتوح التفاصيل إلى المتحدث اللبناني في المؤتمر (الدكتور مازن سويد، رئيس هيئة الرقابة ط الضوء على إتجاه إيجابي ّ على المصارف، لبنان)، لكنه سل واحد: حتى في ظل مواجهة لبنان لضغوط إقتصادية شديدة، كان عن الإعتماد على النقد، مع زيادة ً ل تدريجي بعيدا ّ هناك تحو إستخدام المدفوعات الإلكترونية (بطاقات الخصم والائتمان) من قبل الجمهور، وهي علامة مشجعة على التقدم في تحديث الثقافة المالية. )، أشار د. فتوح إلى مرونة البنوك التي، ً وفي اليمن (عدن تحديدا نت ممارساتها في مجال الإمتثال ّ رغم الظروف القاسية، حس ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. ويفخر إتحاد المصارف العربية بدعم هذه الجهود، بما في ذلك المساعدة في إنشاء جمعية ر ّ جديدة للبنوك اليمنية (التي حضر رئيسها المؤتمر)، وهو تطو وصفه د. فتوح بأنه نموذج للصمود في المنطقة. د. فتوح بأنه في السودان، رغم رفع ّ على صعيد أقل إيجابية، أقر أن إندلاع الحرب في العام ّ العقوبات في السنوات الأخيرة، إلا عكس بشكل مأساوي الكثير من التقدم الذي تحقق بشق 2023 الأنفس في قطاعه المصرفي. رات ّ وبالتوسع في الموضوع، لفت د. فتوح الإنتباه إلى التطو التنظيمية المهمة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إلى أن الحجم الكبير للقطاع المصرفي وعلاقاته ً إفريقيا، مشيرا جبران البنوك ُ الدولية الواسعة في دول مجلس التعاون الخليجي ي على الحفاظ على علاقات مراسلة قوية والتمسك بأعلى معايير الإمتثال لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والبنية التحتية التكنولوجية والشفافية. وقد أجرت العديد من الولايات القضائية إصلاحات مهمة: على سبيل المثال، نفذت كل من الإمارات العربية المتحدة والأردن تحسينات قانونية وتنظيمية رئيسية، مما مكنهما من الخروج من «القائمة الرمادية» لمجموعة العمل المالي زت هذه ّ للولايات القضائية الخاضعة للمراقبة المتزايدة. وقد عز النجاحات قوة ومصداقية أنظمتها المالية، وراقب إتحاد المصارف ر ّ رات عن كثب (في الواقع، كان من المقر ّ العربية هذه التطو مناقشة هذه المواضيع في الجلسة الثانية من المؤتمر). ي ّ في خطاب د. فتوح، التحد ً ومن بين المواضيع الأكثر إلحاحا المستمر المتمثل في الوصول إلى الخدمات المصرفية المراسلة ، كشف أول 2015 إلى أنه في العام ً وتقليل المخاطر، مشيرا مسح مشترك بين صندوق النقد الدولي وإتحاد المصارف العربية حول تقليل المخاطر عن آثار شديدة على بنوك منطقة الشرق % من البنوك 40 الأوسط وشمال إفريقيا: فقد شهد ما يقرب من دولة إغلاق حسابات المراسلة أو تشديد القيود، مما 17 في أدى إلى إرتفاع تكلفة التحويلات المالية وتمويل التجارة وصعوبة ، لا 2025 الوصول إليها في المنطقة. وبعد عقد كامل، في العام يزال تقليل المخاطر مصدر قلق كبير. لم يهدأ الضغط التنظيمي العالمي، ولا تزال البنوك في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تكافح في بعض الأحيان للحفاظ على علاقاتها مع البنوك المراسلة. ولاحظ د. فتوح أن الفرق اليوم هو ظهور قنوات بديلة للمدفوعات ، كانت البدائل 2015 والتحويلات عبر الحدود. إذ في العام تيح تقنيات مثل الحلول القائمة على تقنية ُ محدودة، لكن الآن، ت البلوكتشين، وشركات التكنولوجيا المالية وخدمات الأموال، ا جديدة. ومع ذلك، لم تخضع هذه ً ات الدفع الرقمية، آفاق ّ ومنص ركت ُ شكل مخاطر جسيمة إذا ت ُ البدائل للتنظيم الكامل بعد، وقد ت دون رادع. لذلك، أكد ضرورة إخضاع هذه القنوات الناشئة لأطر تنظيمية واضحة ومتسقة، بما يضمن تعزيز الإبتكار لا تقويضه ا للأهمية الإستراتيجية لهذه ً لاستقرار النظام المالي. (إدراك القضية، خصص منظمو مؤتمر القطاع الخاص جلسة خاصة من المؤتمر للتمويل الرقمي والإشراف على التكنولوجيا المالية). يات المذكورة، كانت رسالة د. فتوح في نهاية المطاف ّ ورغم التحد رسالة تصميم وحذر.

RkJQdWJsaXNoZXIy MTMxNjY0Ng==