Issue 521 April 2024
27 ) 2024 إتحاد المصارف العربية (نيسان / أبريل Union of Arab Banks (APRIL 2024) الدراسات والأبحاث والتقارير الأمن الغذائي العربي في ظل التغيّر المناخي يفرض تغيّر المناخ تحدّيات كبيرة على الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم، ولكن تأثيره واضح بشكل خاص في المنطقة العربية، حيث تتفاقم نقاط الضعف بسبب ندرة المياه والتصحّر والعوامل الإجتماعية والسياسية الأخرى. ويُمكن تلخيص التأثيرات الأساسية للتغيّر المناخي على الأمن الغذائي العربي بالتالي: ً. ندرة المياه والجفاف: تتميّز المنطقة العربية بمناخات قاحلة وشبه أولا قاحلة، مما يجعلها معرضة بشدّة لندرة المياه والجفاف الذي يتفاقم بسبب تغيّر المناخ. يؤدي إنخفاض هطول الأمطار، وزيادة معدّلات التبخّر، وأنماط هطول الأمطار غير المنتظمة إلى تقليل توافر المياه لأغراض الري، مما يؤثر سلباً على غلّات المحاصيل والإنتاج الحيواني. ً. تراجع الإنتاجية الزراعية: يؤثر إرتفاع درجات الحرارة، إلى جانب ثانيا ندرة المياه، سلباً على الإنتاجية الزراعية، مما يؤدي إلى إنخفاض إنتاجية المحاصيل، وفقدان الأراضي الصالحة للزراعة، وإنخفاض القدرة الإستيعابية للماشية. كما يؤدي الإجهاد الحراري والآفات والأمراض إلى إضعاف صحة المحاصيل والمساهمة في خسائر الغلة، لا سيما في المحاصيل الأساسية مثل القمح والشعير والتمور. ً. التصحّر وتدهور الأراضي: يؤدي تغيّر المناخ إلى تسريع وتيرة ثالثا التصحّر وتدهور الأراضي في المنطقة العربية، مما يقلّل من إنتاجية الأراضي الزراعية ويؤدي إلى تفاقم تآكل التربة والتملّح وزحف الصحراء. فالتربة المتدهورة أقلّ قدرة على الصمود في وجه الظواهر الجوية المتطرفة وأقل قدرة على دعم الغطاء النباتي، مما يشكل تهديداً لإنتاج الغذاء. ً. التأثير على سلاسل الإمدادات الغذائية: يؤدي إنقطاع سلاسل رابعا الإمدادات الغذائية بسبب الأحداث المناخية القاسية، مثل الفيضانات والعواصف وموجات الحر، إلى تفاقم إنعدام الأمن الغذائي من خلال إعاقة الإنتاج الزراعي والنقل والتوزيع. وتواجه المجتمعات الضعيفة، وخصوصاً تلك الموجودة في المناطق الريفية النائية ومناطق النزاع، صعوبات في الوصول إلى أسواق المواد الغذائية والمدخلات الأساسية. ً. الآثار الإجتماعية والإقتصادية: تؤدي الآثار السلبية لتغيّر المناخ خامسا على الأمن الغذائي إلى تفاقم الفقر، وتفاقم عدم المساواة الاجتماعية، وتقويض سبل العيش في المنطقة العربية. وتتأثر المجتمعات الريفية التي تعتمد على الزراعة في معيشتها ودخلها بشكل غير متناسب، مما يؤدي إلى إنعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية والنزوح. تقف المنطقة العربية عند منعطف حَرِج في ما خصّ الأمن الغذائي. فقد ضربت المنطقة صدمات عدة في السنوات الأخيرة، وعلى رأسها -» والحرب الروسية - الأوكرانية. علاوة على ذلك، أدّت 19 جائحة «كوفيد الظواهر الجوية المتطرفة وحالات الجفاف إلى إنخفاض المحاصيل في العديد من البلدان المنتجة للقمح في المنطقة. وتشير تقديرات منظمة 20 الفاو إلى أن حجم الفجوة الغذائية في المنطقة العربية قد زاد من .2023 مليار دولار في العام 75 الى 2000 مليار في بداية عقد الـ Near East and North Africa Regional Overview of Food وبحسب ، وصل 2023 الصادر عن الأمم المتحدة في العام Security and Nutrition إلى أعلى مستوياته منذ العام 2022 الجوع في البلدان العربية في العام 60 ، حيث بلغ عدد الأشخاص الذين يعانون نقص التغذية قرابة 2000 عمّا كان عليه في % 75.9 ، أي أعلى بنسبة 2022 مليون شخص في العام من السكان، وهو أعلى من % 12.9 . ويمثل هذا الرقم نسبة 2000 العام . % 9.2 المتوسط العالمي البالغ مليون 170 وقد أثّر انعدام الأمن الغذائي المتوسط أو الشديد على نحو مليون شخص 61 من السكان. كما يعاني % 36.6 شخص، أي نسبة من إنعدام الأمن الغذائي الحاد. وبحسب التقرير، تُعدّ الصراعات وتغيّر المناخ والتباطؤ الإقتصادي والإضطرابات الإجتماعية من الأسباب الرئيسية لإنعدام الأمن الغذائي في المنطقة العربية. وعلاوة على ذلك، يؤدي عدم المساواة في الدخل والفقر إلى تضخيم التأثير السلبي لتلك العوامل. ويوجد أكثر من ثلثي الأشخاص الذين يعانون نقص التغذية في البلدان العربية في البلدان التي تشهد صراعات، كما يعيش ما يقرب من نصف الذين يعانون الجوع في البلدان الأقل نمواً. وقد وصلت أسعار السلع الأساسية الدولية إلى مستوى قياسي في -» والحرب الروسية 19 بسبب تأثيرات جائحة «كوفيد 2022 مارس/ آذار - الأوكرانية. وتعتمد المنطقة العربية بشكل كبير على المواد الغذائية المستوردة، كما تعتمد العديد من الدول العربية على المواد الغذائية المستوردة من منطقة البحر الأسود تحديداً. وبالإضافة إلى ذلك، أدّت حالات الجفاف في المنطقة إلى إنخفاض غلاّت العديد من البلدان، مما أدى إلى زيادة متطلبات الاستيراد في المنطقة. وتضع محدودية الأراضي والمياه والنمو السكاني السريع عبئاً إضافياً على النظم الزراعية الغذائية الإقليمية. وقد جعلت هذه التحدّيات المنطقة معرضة بشدة لأسواق السلع الأساسية الدولية، بما في ذلك صدمات جانب العرض والأسعار. وأدى إرتفاع أسعار المواد الغذائية الدولية إلى زيادة فواتير الواردات الغذائية، والضغط على أسعار صرف العملات الأجنبية، وتسبّب في إرتفاع معدّلات تضخّم المواد الغذائية المحلية، مما أدى إلى تآكل القوة الشرائية وإلى أزمة تكلفة المعيشة، لا سيما بالنسبة إلى السكان الأكثر ضعفاً لأنهم يُنفقون جزءاً أكبر من دخلهم على الطعام.
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTMxNjY0Ng==