523 UAB Magazine june 2024
22 ) 2024 إتحادالمصارفالعربية(حزيران/يونيو Union of Arab Banks (June 2024) متى يُصبح التداول بالعملات الرقمية حلالاً؟ الخبير في الصيرفة الإسلامية الدكتور أسامة قيس الدريعي: منظومة التمويل الإسلامي إستطاعت الحفاظ على بنيتها وكيانها من السقوط والتعثّر خلال الأزمات المالية العالمية يُشبّه الدكتور أسامة قيس الدريعي الرئيس التنفيذي لشركة بيت المشورة للإستشارات المالية، مقره قطر، البنوك الإسلامية في العالم بـ «تاجر»، في سوق مالية ضخمة، وسط تجار آخرين عمالقة (البنوك التقليدية)، وهذا التاجر يتعامل وفق ضوابطه وضوابط الآخرين في الوقت ذاته، لكن دون أن يتنازل عن أي من أصول شريعته المالية الإسلامية. ويؤكد الدريعي، في حوار صحافي بثته «الجزيرة نت»، أن منظومة التمويل الإسلامي، إستطاعت الحفاظ على بنيتها وكيانها من السقوط والتعثّر خلال الأزمات المالية العالمية، لأنها محمية بقوة «الضوابط الشرعية»، وهي القوة التي حمت المنظومة المالية الإسلامية من الإنهيار خلال أزمة ، فمنظومة التمويل الإسلامي لا 2008 «بيع الرهون» أو الديون في العام تدخل في عالم «بيع الديون» لأنها حرام. ويوضح الرئيس التنفيذي لشركة بيت المشورة، الفرق بين البطاقات الإئتمانية في البنوك الإسلامية والبنوك والتقليدية، ففي البنوك التقليدية تعتمد على «الربا»، أما في البنوك الإسلامية فهي بعيدة عن «الربا»، وإنما تعتمد على عقود ربحية وفق الشرعية الإسلامية، معتبراً «التكنولوجيا المالية» هي الإختبار الأصعب للبنوك الإسلامية خلال الفترة المقبلة. وفي ما يلي نص الحوار: ما الذي يُميّز المفهوم الإسلامي للمال والمحافظة عليه عن بقية التشريعات الوضعية الأخرى؟ - الإسلام أولى اهتماماً بالغاً بالمال وأعطاه قيمة حقيقية في حياة الإنسان. ولم يعط الإسلام المال الأولوية في حياة الإنسان كما فعلت التشريعات والأنظمة الأخرى التي جعلت من المال الأساس، وما هو دون المال لا يساوي شيئاً، لأن المال لديها هو الغاية والوسائل الأخرى متمّمة أو موصلة لهذه الغاية، في حين أن المال في الشريعة الإسلامية ليس غاية في حد ذاته، ولذلك نجد أن الفقه الإسلامي قد قُسّم إلى قسمين: - العبادات: الأصل فيها كما يقول العلماء «التوقف»، أي «الأصل» في العبادات أن نأخذها كما هي. - المعاملات: لها الحلة والإباحة وفق القواعد الشرعية. وبالتالي، فإن الممنوع هو ما أمرنا به الشرع الكريم بالتوقف عنه، وما بقي من ذلك فهو مسموح إذا لم يتعارض مع الأصول والقواعد الشرعية للمال. فمنظومة التمويل الإسلامي إستطاعت الحفاظ على بنيتها وكيانها من السقوط والتعثّر في الأزمات المالية العالمية. كيف ترد على مَن يتهم الإسلام بأن نظرته للمال نظرة تقييدية مقارنة بالأفكار الليبرالية والعلمانية التي تمنح المتعاملين حرية مطلقة في التصرف بالمال؟ -الشرع الكريم حدّد «معايير» معينة للتعامل مع المال، فلا يوجد شيء في الحياة من دون أن تكون له ضوابط تنظمه وتحكمه، وإلاّ أصبحت القضية «فاشلة وغير فاعلة»، ومثال على ذلك، عندما تسير بالسيارة في الطريق تجد إشارات ضوئية أمامك ومطب صناعي وإرشادات طرقية، وهذه معايير مهمة لقيادة آمنة، وعليه: لا يمكن أن يكون المال عبارة عن مسألة سائبة يتعامل معها البشر بطريقة غير منضبطة. فقد وضع الشرع ضوابط محددة التعامل مع المال، وأمرنا بالإنتباه لها في تعاملاتنا المالية، وأما ما تبقى من قضايا، فنأخذ ما شئنا ونتعامل كما نشاء وفق الضوابط، وهذا هو المعيار الشرعي الذي وضع معايير معينة للتعاملات المالية، وقال للمسلم قس عليها كل معاملاتك المالية، فإذا توافقت مع هذه المعايير إفعل ما شئت، وإذا إختلفت فيجب قياسها بمعايير وضوابط أخرى، تُخرج لنا منظومة مختلفة من خلال ما تسمّى بالهندسة المالية. ما الفرق بين البطاقات الإئتمانية في البنوك الإسلامية والبنوك التقليدية؟ - البطاقة الإئتمانية في البنوك التقليدية تعتمد على «الربا»، بمعنى أن المال الذي تأخذه من هذه البطاقة هو قرض ولا بد له من فوائد والفائدة حرام، أما في البنوك الإسلامية فهي بعيدة عن «الربا»، ويتم التعامل من مقابلات
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTMxNjY0Ng==